القائمة الرئيسية

الصفحات

هل وظيفة الأم مسقطة لحقها في حضانة أولادها .. ؟؟

 

هل وظيفة الأم مسقطة لحقها في حضانة أولادها .. ؟؟

 

 


 

في قضيةٍ نُظرت في المحكمة في مدينة جدة رفعها رجل على طليقته يقول وكيله الحاضر في مجلس القضاء  (إن المدعى عليها هذه الحاضرة كانت زوجة لموكلي، عقد عليها، ودخل بها، وأنجبت له (...) المولودة بتاريخ 06 / 04 / 1422 هـ و(...) المولود بتاريخ 23/11/1423هـ، وقد طلقها موكلي بعد ذلك ثلاث طلقات، وبانت منه بينونة كبرى، وصدر بذلك صك إثبات الطلاق ذو الرقم 20 والتاريخ 19/11/1429هـ، المجلد (164) من المحكمة الجزئية للضمان والأنكحة بمحافظة جدة، وأن الولدين لدى المدعى عليها وتحت رعايتها، وهي موظفة وغير متفرغة لهما؛ أطلب الحكم لموكلي بحضانة الولدين (...) و (...) ولدي موكلي.  )


و بعرض الدعوى على المدعى عليها " المطلقة أم الأولاد " قالت (ما ذكره المدعي وكالة من العقد والدخول والإنجاب والطلاق وصدور صك الطلاق على الوصف المذكور فهو صحيح، ولكن أنا أحق بالحضانة. فالولدان بحاجتي، فأنا أوصلهما إلى المدرسة، ومن ثم أذهب إلى العمل، وعند خروج الولدين من المدرسة يأخذهم والدهما، ويذهب بهما لمنزله، ثم أمر بهما عنده عند خروجي من العمل، وآخذهما لبيتي، ووالدي يسكن معي، وأطلب الحكم لي بحضانة الولدين.  )

 

فوجه القاضي سؤالاً للمدعي فقال (وبسؤال المدعي: هل هو موظف أم لا ؟ أجاب قائلاً: أنا نعم موظف وغير متزوج، وقد أحضرت خادمة منزلية لتقوم بخدمة الولدين، وأنا لا أطعن في أم الولدين، وأنا أرغب بالولدين ووالدتي الآن تقيم بمدينة الرياض، وستأتي وتقيم معنا قريبا بمقالت (  )حافظة جدة، و أطلب الحكم لي بحضانة الولدين، هكذا أجاب.  )

و بعرض ذلك على المدعى عليها قالت (أنا أحق بحضانتهما، وأنا أولى برعايتهما، فهو سيدفعهما إلى غيره، وأنا أحق بحضانتهما من العاملة المنزلية، وأنا لا أطعن فيه، وهو مشغول أكثر مني، وأطلب الحكم لي بذلك، هكذا أجابت.  )

فسأل القاضي البنت (تختار أباها أو أمها ؟ أجابت قائلة: أختار أمي، فأنا أحبها، هكذا أجابت  )

 و سأل القاضي الابن (وبسؤال الابن عن ذلك أيضا أجاب قائلا: اختار أبي، هكذا أجاب، ثم بکی  )
فقرر القاضي إخراج المدعي و المدعى عليها من مجلس الحكم (وبعد إخراج المدعي والمدعى عليها، وكان ذلك بحضور فضيلة الملازم القضائي الشيخ (...) وكاتب ضبطه (...)، وبسؤال الولدين أجابت البنت قائلة: أختار أمي، هكذا أجابت، وأجاب الابن قائلا: أختار أمي، هكذا أجاب، فجری سؤاله: لماذا غير رأيه ؟ أجاب قائلا: خفت من أبي، هكذا أجاب، وبسؤاله: هل يضربه أبوه ؟ أجاب قائلا: لا، هكذا قرر )

وبعرض ذلك على المدعي بعد إدخال الولدين أجاب قائلا (  أنا ما زلت على طلبي بالحكم لي بحضانة الولدين. )

 

ثم حكمت المحكمة (فبناء على ما تقدم من دعوى المدعي، المتضمنة طلبه الحكم له بحضانة الولدين؛ لأنه أحق، وبناء على إجابة المدعى عليها، المتضمنة طلب الحكم لها بالحضانة، ولما قرره جمهور أهل العلم أن الولدين يخيران بين الأب والأم، وقد ثبت أنه جاءت امرأة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقالت اله: ( إن زوجي يريد أن يذهب بابني وقد سقاني من بئر أبي عنبة وقد نفعني، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: هذا أبوك وهذه أمك فخذ بيد أيهما شئت فأخذ بيد أمه فانطلقت به)، وقد أجمع الصحابة على هذا الحكم، وقد قال عمار الجرمي: ( خيرني علي بين عمي وأمي وكنت ابن سبع أو ثمان)، فقد ثبت لدي استحقاق المدعى عليها لحضانة الولدين، و به حکمت، وباعلان الحكم على المدعي اعترض، وطلب التمييز، واستعد بتقديم لائحة اعتراضية، فأفهم بأن عليه مراجعة المحكمة يوم الأحد 23 / 11 / 1434هـ لاستلام نسخة الحكم، وإذا فات على موعد الاعتراض ثلاثون يوماً ولم يقدم لائحته الاعتراضية سقط حقه في الاعتراض، واكتسب الحكم القطعية. )

 

للاطلاع على صك الحكم اضغط هنا

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات